moulay

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحـــــبا


    سورة الأعلى وتفسيرها

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 170
    تاريخ التسجيل : 05/08/2010
    العمر : 27

    سورة الأعلى وتفسيرها Empty سورة الأعلى وتفسيرها

    مُساهمة  Admin الجمعة أغسطس 06, 2010 2:15 am

    سورة الأعلى وتفسيرها

    سورة الأعلى من السور المكية، وهي تعالج باختصار المواضيع الآتية:

    - الذات العلية وبعض صفات الله والدلائل على القدرة والوحدانية.

    - الوحي والقرآن المنزل على خاتم الرسل وتيسير حفظه عليه r.

    - الموعظة الحسنة التي ينتفع بها أهل القلوب الحية، ويستفيد منها أهل السعادة والإيمان.

    ثم أمرت بالتذكير بهذا القرآن الذي يستفيد من نوره المؤمنون ويتعض بهديه المتقون.

    ختمت السورة ببيان فوز من طهر نفسه من الذنوب والآثام وزكاها بصالح الأعمال.

    آيات السورة: ( سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثآء أحوى سنقرئك فلا تنسى إلا ما شآء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ونيسرك لليسرى فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى الذى يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيا قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إنه ذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى )

    تفسير السورة:

    ( سبح اسم ربك الأعلى، الذي خلق فسوى ) يأمر تعالى بتسبيحه، المتضمن لذكره وعبادته والخضوع لجلاله والاستكانة لعظمته، وأن يكون تسبيحا يليق بعظمة الله تعالى، بأن تذكر أسماؤه الحسنى العالية على كل اسم، بمعناها العظيم الجليل، وتذكر أفعاله التي منها أنه خلق المخلوقات فسواها، أي أتقن وأحسن خلقها.

    ( والذي قدر ) تقديرا تتبعه جميع المقدرات

    ( فهدى ) إلى ذلك جميع المخلوقات وهذه هي الهداية العامة التي مضمونها أنه هدى كل مخلوق لمصلحته وتذكر فيها نعمه الدنيوية ولهذا قال: ( والذي أخرج المرعى ) أي أنزل من السماء ماء فأنبت به أصناف النبات والعشب الكثير فرتع فيه الناس والبهائم وجميع الحيوانات ثم بعد أن استكمل ما قدر له من الشباب ألوى نباته وصوح عشبه.

    ( فجعله غثاء أحوى ) أي فصيره بعد الخضرة أسود باليا ,بعد أن كان ناظرا زاهيا, ولايخفى مافي المرعى من المنفعة بعد صيرورته هشيما يابسا ,فإنه يكون طعاماً جيداً لكثير من الحيوانات.

    ( سنقرئك فلا تنسى ) أي سنحفظ ما أوحيناه إليك يامحمد من الكتاب ونوعيه قلبك فلا تنسى منه شيئا وهذه بشارة من الله كبيرة لعبده ورسوله محمد r أن الله سيعلمه علما لا ينساه.

    ( إلا ما شاء الله ) مما اقتضت حكمته أن ينسيكه لمصلحة وحكمة بالغة.

    ( إنه يعلم الجهر وما يخفى ) ومن ذلك أنه يعلم ما يصلح عباده أي فلذلك يشرع ما أراد ويحكم بما يريد.

    ( ونيسرك لليسرى ) وهذه أيضا بشارة أخرى أن الله ييسر رسوله r لليسرى في جميع أموره ويجعل شرعه ودينه يسيرا.

    ( فذكر ) بشرع الله وآياته

    ( إن نفعت الذكرى ) أي ما دامت الذكرى مقبولة والموعظة مسموعة سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه ومفهوم الآية أنه إن لم تنفع الذكرى بأن كان التذكير يزيد في الشر أو ينقص من الخير لم تكن مأمورا بها بل هي منهي عنها فالذكرى ينقسم الناس فيها قسمين منتفعون وغير منتفعين فأما المنتفعون فقد ذكرهم بقوله ( سيذكر من يخشى ) الله فإن خشية الله تعالى والعلم بمجازاته على الأعمال توجب للعبد الانكفاف عما يكرهه الله والسعي في الخيرات وأما غير المنتفعين فذكرهم بقوله ( ويتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى ) وهي النار الموقدة التي تطلع على الأفئدة.

    ( ثم لا يموت فيها ولا يحيى ) أي يعذب عذابا أليما من غير راحة ولا استراحة حتى إنهم يتمنون الموت فلا يحصل لهم كما قال تعالى ( لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها ).

    ( قد أفلح من تزكى ) أي قد فاز وربح من طهر نفسه ونقاها من الشرك والظلم ومساوىء الأخلاق.

    ( وذكر اسم ربه فصلى ) أي اتصف بذكر الله وانصبغ به قلبه فأوجب له ذلك العمل بما يرضي الله خصوصا الصلاة التي هي ميزان الإيمان هذا معنى الآية وأما من فسر قوله ( تزكى ) يعني أخرج زكاة الفطر وذكر اسم ربه فصلى أنه صلاة العيد فإنه وإن كان داخلا في اللفظ وبعض جزئياته فليس هو المعنى وحده.

    ( بل تؤثرون الحياة الدنيا ) أي تقدمونها على الآخرة وتختارون نعيمها المنغص المكدر الزائل على الآخرة.

    ( والآخرة خير أبقى ) خير من الدنيا في كل وصف مطلوب وأبقى لكونها دار خلد وبقاء والدنيا دار فناء فالمؤمن العاقل لا يختار الأردأ على الأجود ولا يبيع لذة ساعة براحة الأبد فحب الدنيا وإيثارها على الآخرة رأس كل خطيئة.

    ( إن هذا ) المذكور لكم في هذه السورة المباركة من الأوامر الحسنة والأخبار المستحسنة. ( لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) اللذين هما أشرف المرسلين بعد محمد صلى الله وسلم عليه وعليهم أجمعين فهذه أوامر في كل شريعة لكونها عائدة إلى مصالح الدارين وهي مصالح في كل زمان ومكان. ولله الحمد تم تفسير سورة الأعلى.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 3:15 am