دور حامل القرآن في زمن الفتن
إنَّ لحامل القرآن منزلة رفيعة في الدنيا والآخرة، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر: 32].
حامل القران: أَخْلِص لله في حملك لهذا القرآن، واعلم أنَّك قد مُنحت خيرًا عظيمًا وهُديت إلى طريق مستقيم، واحذر الرياء والإعجاب؛ فالمرائي بالقرآن أحد الثلاثة الذين تُسعَّر بهم النار قبل الخلائق.
حامل القرآن: ليكن القرآن معك دائمًا في سرك وعلانيتك، في قيامك وقعودك، في دخولك وخروجك، في كلِّ معاملاتك، ليكن القرآن خلقك، وليكن القرآن منهجك في حياتك كلِّها؛ لتسير على الطريق المستقيم.
حامل القرآن كن مع القرآن علمًا وعملًا ودعوة وصبرًا وجهادًا.
حامل القرآن: عندما تكون الفتن التي يلتبس فيها الحق بالباطل تحار فيها عقول العقلاء، فكتاب الله مخلِّصٌ لك من الفتن كلِّها، هكذا بيَّن نبينا -صلى الله عليه وسلم- لمَّا قيل له: ما المخرج من الفتنة؟ قال: (كتاب الله فيه خبر من قبلكم، ونبأ ما بعدكم، والحكم فيما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار؛ قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره؛ أضلَّه الله، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، وصراطه المستقيم)، ويأمر أهل الإيمان أن يصلحوا بين أهل الإسلام إذا حصل بينهم نزاع وخلاف: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9].
يدعوك كتاب الله إلى السمع والطاعة لمن ولَّاه الله أمرك؛ لأنَّ في السمع والطاعة لولاة الأمر سبب يدحض الفتنة، ويقضي عليها في مهدها، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء: 59].
عندما يكثر خوض الناس فيما يعلمون وما لا يعلمون؛ فكتاب الله يخلِّصك من هذا البلاء، قال الله -جلَّ وعلا- في كتابه العزيز في بيان ذلك: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83].
حينما ترى التحزب والاختلاف وتعصب كلُّ رأي برأيه؛ فتمسك بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ} [آل عمران: 103،102]، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159].
عندما تلتبس الأمور، ولا تفرِّق بين هذا وهذا؛ فالزم الصدق في إيمانك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].
إنَّ كتاب الله يخلِّصنا من الفتن قليلها وكثيرها، فهو يأمرنا بالعدل في أحوالنا كلِّها، {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
يدعونا إلى التمسك هذا الدين علما وعملًا واعتقادًا؛ لنكون على المنهج القويم والطريق المستقيم، الذي يؤمِّن الحياة الطيبة، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، فالحياة الطيبة السعيدة إنَّما هي في الإيمان والعمل الصالح.
إن الفتن لا تكون إلَّا إذا غاب عن العبد آداب الشريعة، فإذا أطاع العبد ربه، واتبع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وسلك الطريق المستقيم؛ سَلِم من الفتن –بتوفيق الله-؛ فالفتن بلاء ولا ينجو منها إلَّا من تمسك القرآن علمًا وعملًا، فسيجد فيه ما يغلق أبواب الفتن، ويقضي عليها في مهدها.
درس مفرَّغ للشيخ: عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله-
إنَّ لحامل القرآن منزلة رفيعة في الدنيا والآخرة، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر: 32].
حامل القران: أَخْلِص لله في حملك لهذا القرآن، واعلم أنَّك قد مُنحت خيرًا عظيمًا وهُديت إلى طريق مستقيم، واحذر الرياء والإعجاب؛ فالمرائي بالقرآن أحد الثلاثة الذين تُسعَّر بهم النار قبل الخلائق.
حامل القرآن: ليكن القرآن معك دائمًا في سرك وعلانيتك، في قيامك وقعودك، في دخولك وخروجك، في كلِّ معاملاتك، ليكن القرآن خلقك، وليكن القرآن منهجك في حياتك كلِّها؛ لتسير على الطريق المستقيم.
حامل القرآن كن مع القرآن علمًا وعملًا ودعوة وصبرًا وجهادًا.
حامل القرآن: عندما تكون الفتن التي يلتبس فيها الحق بالباطل تحار فيها عقول العقلاء، فكتاب الله مخلِّصٌ لك من الفتن كلِّها، هكذا بيَّن نبينا -صلى الله عليه وسلم- لمَّا قيل له: ما المخرج من الفتنة؟ قال: (كتاب الله فيه خبر من قبلكم، ونبأ ما بعدكم، والحكم فيما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار؛ قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره؛ أضلَّه الله، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، وصراطه المستقيم)، ويأمر أهل الإيمان أن يصلحوا بين أهل الإسلام إذا حصل بينهم نزاع وخلاف: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9].
يدعوك كتاب الله إلى السمع والطاعة لمن ولَّاه الله أمرك؛ لأنَّ في السمع والطاعة لولاة الأمر سبب يدحض الفتنة، ويقضي عليها في مهدها، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء: 59].
عندما يكثر خوض الناس فيما يعلمون وما لا يعلمون؛ فكتاب الله يخلِّصك من هذا البلاء، قال الله -جلَّ وعلا- في كتابه العزيز في بيان ذلك: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83].
حينما ترى التحزب والاختلاف وتعصب كلُّ رأي برأيه؛ فتمسك بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ} [آل عمران: 103،102]، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159].
عندما تلتبس الأمور، ولا تفرِّق بين هذا وهذا؛ فالزم الصدق في إيمانك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].
إنَّ كتاب الله يخلِّصنا من الفتن قليلها وكثيرها، فهو يأمرنا بالعدل في أحوالنا كلِّها، {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
يدعونا إلى التمسك هذا الدين علما وعملًا واعتقادًا؛ لنكون على المنهج القويم والطريق المستقيم، الذي يؤمِّن الحياة الطيبة، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، فالحياة الطيبة السعيدة إنَّما هي في الإيمان والعمل الصالح.
إن الفتن لا تكون إلَّا إذا غاب عن العبد آداب الشريعة، فإذا أطاع العبد ربه، واتبع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وسلك الطريق المستقيم؛ سَلِم من الفتن –بتوفيق الله-؛ فالفتن بلاء ولا ينجو منها إلَّا من تمسك القرآن علمًا وعملًا، فسيجد فيه ما يغلق أبواب الفتن، ويقضي عليها في مهدها.
درس مفرَّغ للشيخ: عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله-